روما


 شهرة نيرون إمبراطور روما

أصبح نيرون إمبراطور روما بعد وفاة والده بالتبني الإمبراطور كلاوديوس عام 54 م  وقد ظل يحكم حتى انتحاره عام 68 م وهو أخر السلالة التي أطلق عليها المؤرخون جوليوكلوديان إشتهر نيرون في التاريخ بسبب قصة تخص حريق روما الكبير  وقد أصبح نيرون من أكثر الرجال السيئي السمعة في التاريخ حيث عرف عنه أنه خلال فترة حكمه قام بقتل والدته أجربينا الصغرى وزوجته الأولى أوكتافيا  ويزعم البعض أنه قتل زوجته الثانية أيضاً بوبايا سابينا بالإضافة إلى أن بعض المؤرخين يؤكدون أنه هو من إفتعل حريق روما حتى يتسنى له بناء مركز المدينة من جديد وبالرغم من التهم الكثيرة التي التصقت بنيرون إلا أن هناك أدلة تاريخية كثيرة على أن نيرون كان يتمتع بدعم شعبي  وأنه كان يعشق الموسيقى والفنون وقد انعكس شغفه هذا على طريقة حكمه لروما حياته الأولى ولد نيرون في أنتيوم بإيطاليا في 15 ديسمبر عام 37م لوالدته أجربينا الصغرى ووالده جنيوس دوميتيوس أهينوباربوس  وقد كان السفير الرسمي لروما ولكن والده توفي وهو في الثالثة من عمره وتم إبعاد والدته بأمر من الإمبراطور كاليجولا وتم تركه في رعاية خالته وكان اسمه الحقيقي لوكاس دوميتيوس أهينوباربوس بعد مقتل الإمبراطور كاليجولا عام 41 م وتولي الإمبراطور كلاوديوس حكم روما عاد نيرون ليعيش مع والدته مرة أخرى  ثم قامت والدته الطموحة بالزواج من كلاوديوس الذي كان عمها أيضاً في عام 49 م  وقد أقنعته أن يتبنى ابنها ويمنحه اسمه  ولذلك حصل الصبي على اسم نيرون والتحق بمدرسة الفيلسوف الشهير سينيكا وهو الرجل الذي صاحبه حتى توليه الحكم وهو من قام بكتابة البيان الذي برر فيه نيرون قتل والدته بعد ذلك قام نيرون بالزواج من أخته بالتبني أوكتافيا وقد اختاره الإمبراطور كلاوديوس ولياً للعهد بدلاًمن إبنه الحقيقي بريتانيكوس وفي عام 54م توفى كلاوديوس ويُعتقد أنه قد تسمم بالفطر وتم تولية نيرون على روما بدعم من الحرس البريتوني وعمره 17 عاماً وتبعاً للمؤرخين فإن والدته هي من سيرت شؤون الحكم في أول عامين من حكم نيرون فهي من كانت تقابل السفراء وترسل البعثات وتبعث بالرسائل المختلفة إلى الملوك والمحافظين حتى أن صورتها تم طباعتها بجانب صورة نيرون على العملات قتل والدته يبدو أن العلاقة بين نيرون ووالدته قد تراجعت خلال أول عامين من حكمه حتى أن صورتها تم إزالتها من عملة روما عام 55م كما تراجع نفوذها لصالح كل من سينيكا وبوروس قائد الحرس البريتوني ومستشار نيرون في الشؤون العسكرية وقد كان السبب الرسمي الذي دفع نيرون لقتل والدته في عام 59م هو أنها قامت بتدبير مؤامرة لقتله ومهما كان السبب فقد عرف عن نيرون أنه كان يتخذ قرارات ثم يشعر بالتأنيب بعدها وقد أزعج قتل الأم جميع الأوساط في روما حيث أن الأم كانت أهم الرموز المقدسة عند العائلات الرومانية وقد أمر نيرون شرطته بإغراق المركب الذي تستقله والدته لأنه لم يكن يثق بالحرس البريتوني ويبدو أن تلك المحاولة فشلت وأن والدته سبحت حتى وصلت للشاطئ فأمر نيورن الحرس بقتلها مباشرة وقد لاقى قرار قتل الأم ترحيباً داخل مجلس الشيوخ وقال أعضاء مجلس الشيوخ لنيرون إنهم يعتقدون أن حياته معرضة للخطر وهنائهُ على قتل أمه وقد كتب سينيكا بنفسه تقرير نيرون حول القتل الذي قدمه إلى مجلس الشيوخ قتل زوجته لم يكن زواج نيرون من أوكتافيا ناجحاً حيث أنها لم تنجب له وريث وقد انفصلا عن بعضهما في عام 62 م وفي نفس العام طلقها ثم قام بإتهامها بالزنا ويقول المؤرخون أن نيرون قتلها كوسيلة لحماية موقعه كإمبراطور فقد كان جزء كبير من شرعية نيرون كإمبراطور قائمة ليس فقط على حقيقة أنه كان الابن المتبنى لكلوديوس  بل لإنه متزوج من ابنته أيضاً وقد قام بإعدامها بتهمة الزنا وهي تهمة غير صحيحة حيث أن كل من جلبهم نيرون ليشهدوا نفوا هذا الأمر حتى تحت التعذيب وفي النهاية قام برشوة مدرسها السابق ليعترف أنه أغراها لممارسة الرزيلة  معه تزوج نيرون في نفس العام من بوبايا سابينا التي كانت حامل وقد أنجبت له طفلة رضيعة ولكنها لم تعش أكثر من ثلاثة أشهر فقط وقد ماتت بوبايا في عام 65 م بينما كانت حاملاً ويقول بعض المؤرخون أنها ماتت بعد أن ركلها نيرون في بطنها ولكن هذه القصة غير مؤكدة 

حريق روما الكبير 

بدأ الحريق من سيرك ماكسيموس في عام 64 م وقد خرج عن السيطرة ليصل لمعظم مباني المدينة وقد كان نيرون في أنتيوم وقت إشتعال الحريق ولكنه عاد لروما للإشراف على جهود الإغاثة ومن غير المؤكد إذا كان نيرون هو من أمر بإشعال النيران أم لا  فقد كانت كل مباني روما مصنوعة من مواد قابلة للاشتعال ولكنه استفاد من الحريق  حيث قام ببناء قصر جديد في المساحة التي أخلاها الحريق يسمى القصر الذهبي وكان القصر يحتوي على عمود بارتفاع 120 قدماً ويحتوي على تمثال لنيرون كما ألقى نيرون اللوم على المسيحيين في التسبب بالحريق وقام بتعذيبهم بعد ة طرق وحشية مثل إلقاؤهم للوحوش والكلاب وصلبهم وإشعال النيران فيهم 

سفك الدماء في الإمبراطورية 

كان لنيرون نصيب من سفك الدماء في أنحاء متفرقة من الإمبراطورية  ففي بريطانيا والتي كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية قامت ملكتها بوديكا بالتمرد بعد أن قام الجنود الرومان بجلدها واغتصاب بناتها  وقد كان زوجها الملك براسوتاجوس قد أبرم قبل وفاته اتفاق مع الإمبراطور السابق كلاوديوس أن يحكم بريطانيا كحليف مستقل عن روما ولكن رجال نيرون تجاهلوا هذا الاتفاق وقاموا بالاستيلاء على الأراضي التابعة لبوديكا  وفي البداية نجحت بوديكا في الاستيلاء على بعض الأراضي  ولكن رجال نيرون هزموها في معركة شارع واتلينج لم تكن بريطانيا هي المكان الوحيد الذي واجهت فيه روما مشكلة عسكرية خلال فترة حكم نيرون ففي الشرق خاضت روما  وخسرت بشكل أساسي حرباً مع بارثيا  واضطرت إلى التخلي عن خطط لضم مملكة أرمينيا التي كانت بمثابة حاجز بين القوتين  بالإضافة إلى ذلك فإن التمرد في مدينة يهودا في عام 67 م  في أواخر عهد نيرون  أدى في النهاية إلى حصار القدس في عام 70م وتدمير الهيكل الثاني وكان أحد الآثار المترتبة على ذلك هو تخلي الرومان عن منطقة قمران 

رحلة نيرون إلى اليونان 

لم تكن كل رحلات نيرون للخارج بهدف العنف ولكنه سافر لليونان التي ظلت تحت الحكم الروماني لمدة قرنين في 66 م ليبدي عشقه بالثقافة اليونانية وقد شارك نيرون في الألعاب الأوليمبية وقد قام اليونانيون بتأجيل الألعاب حتى يستطيع نيرون المنافسة فيها كما وافقوا على إضافة مسابقات فنية ضمت الغناء والتمثيل من أجل نيرون حصل نيرون على جائزة في الألعاب ويذكر أنه سقط من مركبته أثناء أحد السباقات الخطيرة ولكن القضاة منحوه إكليل النصر 

نهاية نيرون 

تراكمت المشاكل في الإمبراطورية وقد أدى قتل نيرون لوالدته ثم زوجته الأولى ثم الثانية إلى سخط الشعب  ضده  كما أن حريق روما وبناء قصره الذهبي جعل الديون تتراكم على روما وقد فرض المزيد من الضرائب على الشعب وحتى أنه أخذ بعض الكنوز الدينية من المعابد في النهاية تخلى الحرس البريتوني عند دعمه لنيرون وأعلن مجلس الشيوخ أنه عدواً للشعب  في 8 يونيو وفي اليوم التالي انتحر نيرون وكان بجانبه عشيقته التي ضمنت أن يتم دفنه بشكل لائق 

0/انشر تعليق/تعليقات