قصص وعبر

أجمل القصص

قصص وعبر

في مقالتنا هذه جلبنا لكم أفضل القصص ذات العبر التي يمكن للقارء الإستفادة منها، القصة الأولى تتحدث عن ولادة الذكر والأنثى والفرق والتمييز والرضا بينهم والقصة الثانية تتحدث عن الرضا والقناعة أما الثالثة فهي تتحدث عن العقل والجهل والحق أتمنى أن ينالوا إعجابكم

ياليلي الأسود

يُحكى أن رجلاً من البادية تزوج بإبنة عمه وأنجبت له تسعة أولاد ذكور ولكن في الحمل العاشر أنجبت له أنثى وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑُﺸﺮ ﺑﺎﻟﺒﻨﺖ ﺣﺰﻥ حزناً شديداً وشعر بالإهانة ﻭﻗﺎﻝ صارخاً ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻲ ﺍﻷﺳﻮد ثم إنه قاطع زوجته وأصبح ينظر إليها نظرة تشاؤم وجحود وكأنها هي السبب أو هي التي خلقتها ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ والسنين ﻭﻛﺒﺮ هذا ﺍﻷﺏ وضعفت قدرته وبين يوم وليلة فقد بصره ﻭﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ ﻭﺗﺰﻭﺝ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ وإﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃباهم ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ كما أن إﺑﻨﺘﻪ تزوجت أيضاً  ولكنها لما سمعت ما حدث لأبيها سارعت للذهاب إليه ولما دخلت عليه بدأت تغسل له جسده وتنظف له خيمته وقامت بطهي الطعام له فأحس براحة لم يشعر بها من قبل ولما إقتربت منه ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ أمسكها من يدها و ﺴﺄﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃنت يابنت الكرام ﻓﻘﺎﻟﺖ والدموع تنهمر من عينها  ﺃﻧﺎ ﻟﻴﻠﻚ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﺎ ﺃبي فعرف أنها إبنته وإنفجر باكياً ورد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﺩﻣﺎً ﻭﻣﺘﺄﺳﻔﺎً سامحيني يابنيتي ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮﺩ وأنشد يقول

ﻣﺎﻏﻴﺮﻫﺎ ﻳﺒﺮﻧﻲ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻳﻨﺸﺪ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺗﻲ ﻭﺣﺎﻟﻲ
تسعة ﺭﺟﺎﻝٍ كِلهم جحود تباعدوا عن سؤالي
ﻣﺎﻏﻴﺮ ﺭﻳﺢ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩ إبنتي ﺑﻜﻞ ﻳﻮﻡٍ ﻗﺒﺎﻟﻲ

قصة الساقي  

كان هناك ساقي إسمه محمد , يبيع الماء للناس وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق وقد أحبه كل الناس لحسن خلقه ولنظافته وذات يوم سمع الملك بهذا الساقي فقال لوزيره إذهب وأحضر لي محمد الساقي ذهب الوزير ليبحث عنه في الأسواق إلى أن وجده وأتى به إلى الملك فقال الملك لمحمد من اليوم فصاعداً لا عمل لك خارج هذا القصر ستعمل هنا في قصري تسقي ضيوفي وتجلس بجانبي تحكي لي طرائفك التي إشتهرت بها قال محمد السمع والطاعة عاد محمد إلى زوجته يبشرها بالخبر السعيد وبالغنى القادم وفي اليوم الموالي لبس أحسن ما عنده وغسل جرته وقصد قصر الملك، دخل الديوان الذي كان مليئ بالضيوف وبدأ بتوزيع الماء عليهم وكان عندما ينتهي يجلس بجانب الملك ليحكي له الحكايات والطرائف المضحكة وفي نهاية اليوم يقبض ثمن تعبه ويغادر إلى بيته بقي الحال على ما هو عليه لمدة من الزمن حتى جاء يوم شعر فيه الوزير بالغيرة من محمد بسبب المكانة التي إحتلها بقلب الملك وفي الغد حين كان الساقي عائداً إلى بيته تبعه الوزير وقال له يا محمد إن الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة تفاجأ الساقي وسأله وماذا أفعل حتى لا أؤذيه برائحة فمي فقال الوزير عليك أن تضع لثاماً حول فمك عندما تأتي إلى القصر قال محمد حسناً سأفعل عندما أشرق الصباح وضع الساقي لثاماً حول فمه وحمل جرته وإتجه إلى القصر كعادته فإستغرب الملك منه ذلك لكنه لم يعلق عليه وإستمر محمد يلبس اللثام يوماً عن يوم إلى أن جاء يوم وسأل الملك وزيره عن سبب وضع محمد للثام، فقال الوزير أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي فقال الملك لك مني الأمان فقل ما عندك قال الوزير لقد إشتكى محمد الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي أرعد الملك وأزبد وذهب عند زوجته فأخبرها بالخبر قالت من سولت له نفسه قول هذا غداً يقطع رأسه ويكون عبرة لكل من سولت له نفسه الإنتقاص منك قال لها ونعم الرأي وفي الغد إستدعى الملك الجلاد وقال له من رأيته خرج من باب قصري حاملاً باقة من الورد فأقطع رأسه وحضر الساقي كعادته في الصباح وقام بتوزيع الماء وحين حانت لحظة ذهابه أعطاه الملك باقة من الورد هدية له وعندما هم بالخروج إلتقى الساقي بالوزير فقال له الوزير من أعطاك هذه الورود قال محمد الملك فقال له أعطني إياه أنا أحق به منك فأعطاه الساقي الباقة وإنصرف وعندما خرج الوزير رآه الجلاد حاملا لباقة الورد فقطع رأسه وفي الغد حضر الساقي كعادته دائماً ملثماً حاملاً جرته وبدأ بتوزيع الماء على الحاضرين إستغرب الملك رؤيته لظنه أنه ميت فنادى عليه وسأله ما حكايتك مع هذا اللثام قال محمد لقد أخبرني وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة و أمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأذى سأله مرة أخرى وباقة الورد التي أعطيتك إياها قال محمد أخذها الوزير فقد قال أنه هو أحق بها مني فإبتسم الملك وقال حقاً هو أحق بها منك وحسن النية مع الضغينة لا يلتقيان عندما تكون نقياً من الداخل يمنحك الله نوراً من حيث لا تعلم يحبك الناس من حيث لا تعلم و تأتيك مطالبك من حيث لا تعلم صاحب النية الطيبة هو من يتمنى الخير للجميع دون إستثناء فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك وغِناهم لن ينقص من رزقك وصحتهم لن تسلبك عافيتك وإجتماعهم بأحبتهم لن يفقدك أحبابك دائما كن الشخص الذي يمتلك النية الطيبة

العقل والجهل

قال الحمار لحيوانات الغابة في حضور النمر هذا العشب أزرق أجاب النمر لاهذا العشب أخضر إحتدم النقاش بينهما بخصوص ذلك فقررا عرض النزاع على القاضي ليحكم فيه عندما إقتربوا من القاضي الذي كان هو الأسد جالساً على عرشه بدأ الحمار بالصراخ سموك أليسَ العشب أزرق أجاب الأسد إذا كنت تعتقد أن هذا صحيح و فعلاً تراه أزرقاً إذن فهو أزرق إندفع الحمار في وسط القبيلة صائحاً مزمجراً هذا النمر لا يفقه شيئاً ويزعجني وأرجو أن يعاقب على ذلك وافق القاضي الملك على ذلك فقرر أن يعاقب النمر بثلاثة أيام من الصمت لا يتحدث إلى أحد من أفراد القبيلة رقص الحمار وقفز  فرحاً بهذا الحكم و رحل في حال سبيله وهو يردد و يُعيد العشب أزرق كما قلت لكم العشب أزرق كما قلت لكم ذهب النمر للأسد وسأله يا جلالة الملك لماذا عاقبتي و أنت تعلم علم اليقين أن العشب أخضر أجاب الأسد الكل يعرف أن العشب أخضر سأل النمر فلماذا تعاقبني إذن أجاب الأسد عقابك ليست له علاقة بمسألة هل العشب أزرق أو أخضر  أو إلى الأخر عقابك هو لأنه من المهين لمخلوق شجاع وذكي مثلك أن يضيع الوقت في الجدال مع الحمار وفوق ذلك أزعجتني وأزعجت القبيلة بسؤالٍ الكل يعرف جوابه أكبر مضيعة للوقت و الطاقة هو الجدال مع الأحمق المتعصب الذي لا يهتم بالحقيقة أو المنطق ولكن فقط الإنتصار لِمعتقداته وأوهامه مهما كانت بعيدة عن الواقع فلا تضيع طاقتك في المناقشات التي لا معنى لها هناك أشخاص رغم كل الأدلة المقدمة لهم ليس لديهم القدرة على الفهم و الإستيعاب أشخاص أعماهم الجهل والأنانية والكراهية والشيء الوحيد الذي يريدونه هو أن يكونوا على حق حتى لو لم يكونوا كذلك حينما يعلوا صوت الجهل فمن الحكمة أن ينسحب صوت العقل و المنطق.

0/انشر تعليق/تعليقات